كيف تصبح من عشاق الرياضيات ؟
كم هو مفرح أن تحصل على النقطة الأولى في الرياضيات ! وكم هو محبط أن تكون دائما من الخوالف ! لكن الذي يقلقك دائما أن تظل نقطتك معتدلة ومستقرة كل مرة ، وأنت عند نفسك تبلغ المجهود تلو الآخر ، فلا تدري كيف لا تتزايد نقطتك !
إن كنت من هؤلاء ، فاقرأ مقالتي هاته عسى أن تفك لك اللغز !
من الممتع للمدرس أن يلاحظ عن كثب كيف يعمل التلاميذ وكيف يفكرون ، بل أن يكتشف عوالمهم الغامضة من خلال الرياضيات ! ليس ذلك بالسهل ؛ فالتلميذ المتعثر دائما قد يدل للمدرس على كسله الدائم ، لكن الأمر ليس كذلك على العموم ، فجوابه عن سؤال أو عدة أسئلة قليلة قد أخذ منه الجهد الكبير والعناء الكثير ؛ كيف لا وهو أمام عالم مجهول !
والتلميذ المجد دائما ، لكن الذي يعيد ارتكاب نفس الأخطاء قد يدل لك على التهور وعدم الانتباه ! لكن ليس كذلك ؛ فالخطأ في الرياضيات حلقة مرتبطة بحلقات كثيرة ، إن أردت تصحيحها فأنت أمام نظمة معقدة ، عليك حلها بشكل دقيق ومتقن ، ولابد لك من الخبرة في التناول ولابد لك من عاملي الوقت والتضحية.
إن الملاحظ كن كثب لعمل التلاميذ في الرياضيات ، ليستنتج هذه الملاحظات المهمة :
1) الاعتقاد السائد أن الرياضيات مادة صعبة ومعقدة ، مما يؤدي إلى نوع من العقدة لدى التلاميذ ، ولاغرابة أن التوجه الكمي لتعليمنا من العوامل الأساسية لذلك …
2) الاعتقاد بأن الرياضيات تلقن كباقي المواد ، وتدرك فقط بالحضور في الحصص ونقلها كتابة على الدفاتر.. وهذا خطر عام تلاحظه بسهولة ؛ فالتلميذ لا يكلف نفسه لمعرفة الخاصيات وتطبيق المناسب منها . لا غرابة في ذلك أن التلاميذ – غالبا – لايمارسون الرياضيات في القسم بقدر ما يدونونها في الدفاتر ، فيكون نتاجا لذلك تراكم الصعوبات …
3) عدم قدرة غالبية التلاميذ على معرفة الأساسي في كل درس وهيكلية الدرس . وهذا ناتج عن الخلل في طرق مراجعة الدروس وتطبيقها عبر التمارين ، وقد يكون أيضا خللا لدى المدرس لخلطه بين الخاصيات الرئيسية والنتائج مما يمدد الدرس بشكل يصعب على التلميذ التمكن من تطبيق الدرس .
4) عدم قدرة غالبية التلاميذ على تنظيم الحل الرياضي على الورقة وتخبطهم الملحوظ في كتابة وتنظيم الأجوبة ، وهذا ناتج عن قلة الممارسة وعدم اهتمام المدرس بالصياغة الرياضياتية الجيدة واحترام قواعد المنطق والبرهنة .
5) الخلل الواضح في القدرة على التنظيم وفقدان آليات البحث والاستمرار والمداومة في العمل في الرياضيات ؛ فالأغلبية لا يستطيعون الجلوس مدة زمنية كافية لتعلم الرياضيات ، فالملاحظ تدبدبهم الدائم وعدم الاستقرار ، ويكون من النتائج الوخيمة تراكم المعارف والصعوبات المتزايدة .
6) الخلل الواضح في ربط العمل في الرياضيات بالحصول على النقطة بشكل معين ؛ فالحصول على نقطة مقبولة عندك بطرق معينة لا يعني أنك تعرف الرياضيات ؛ وهذه من المخاطر على مستقبل الرياضيات والتلاميذ ، لوجود الخلل في المعايير ، وهذا ينطلي على باقي المواد الدراسية .
ها أنت قد قد عرفت شيئا عن مكامن الخلل ، فهل من مخرج من هذا النفق ؟؟
- أولا ، هل تعلم أن المستقبل ينتظرك ، وأنك أنت الذي تصنعه بنفسك ، فكيف يكون حالك إن كانت الصناعة فاسدة ! هل يعقل أن توهب سنين الشباب كاملة وتخفق في عمل شيء يذكر ! لتعلم أن نفسك ليست الوحيدة التي تنتظرك ، بل مجتمع بأكمله ؛ فأنت لبنة منه .
- ثانيا ، قبل أن تقرأ باقي المقالة عليك أن تؤمن إيمانا راسخا أنك واحد من الخلق ، تتوفر على عقل وقلب كافيين على فعل الممكن والمستحيل ، فأنت بذلك إن كنت تعاني في الرياضيات فاعلم أن كثير من الخلق يعانون ولا يستقر لهم حال ، لكن هل فكرت يوما كيف ارتقى البعض نجوما في الرياضيات وفي غيرها ؟ كيف لا تسمح لنفسك أن تكون مثلهم ؟ هل تعرف كيف يفكرون ؟ كيف يعملون ؟ كيف ينظمون أوقاتهم ؟ كن فضوليا حيث الفضول وسترى كيف تصنع !
- ثالثا ، اعلم أنك قوي وأزل مكامن الضعف عن نفسك ، وكن متيقنا بإرادتك وقوتك ، وانطلق كالآخرين ، وإلا فمصيرك الشقاء ؛ فالرياضيات زائلة يوما من حياتك – لكنها تصنع لك الحياة – وستبقى ضعيفا جامدا في الحياة !
- رابعا ، قد تتفوق في الحياة ، بدون التفوق الدراسي ، قد يحدث ، لكنه صعب للغاية ؛ فأنت قد وهبت نفسك للدراسة ، ولم يتسن لك أن تتعلم شيئا خارج حجرات الدراسة ، فهل تقدر أن تجابه الحياة كالآباء في معاناتهم اليومية ؟ ربما ، إن لم تكن عالة عليهم كما حالك الآن ؛ تأكل من أيديهم ، فكيف تكون ضعيفا في الدراسة !؟ أمر غير مقبول !
- خامسا ، إن لم يكن لديك مكتب للدراسة ولا مكان لذلك ، فأسرع بحل المشكل . أما إن كان كذلك ، فأسرع بتنظيفه من غبار الكسل والخمول ، ونظم أوراقك وغرفتك قبل البدايــة ؛ فبترتيبك لنفسك أمام الآخرين ، رتب نفسك لنفسك ، فالمستقبل ينتظرك وهو مليء بالمفاجئات ، ولا ينفع معه إلا الجد والتنظيم .
- سادسا ، إن كنت في زوبعة في الحياة ، ولا تعرف غير المرح والراحة والسمر مع من هب ودب ، فلن تتعلم الرياضيات ، فأنت في واد سحيق ، والرياضيات على سطح الحياة تزهو في حياة الناس بجمالها وتنظيمها ودقتها ، فهل تترك الزوبعة للجمال والتنظيم شيئا ؟ سارع إذن بقطع الصلة بكل التشويشات الممكنة من صديق زائف خامل أو هاتف رنان مستهلك للوقت أو وسيلة تجعلك جسدا يرتمي على الكراسي والأفرشة .
- سابعا ، إن كنت تعتقد أن الرياضيات تدرك فقط بالحضور إلى حصصها ، وتدوين الخاصيات وتأطيرها ، فأنت مخطيء . ما عليك إلا أن تعيد النظر في طريقتك . الوقت حان للعمل والتضحية . فكم تجلس من الوقت لدراسة الرياضيات ؟ نصف ساعة ! غير كافية على الاطلاق . ساعة ؟ لا أعتقد أنها كافية . أنت يافع في مقتبل العمر ولا تستطيع أن تجلس الساعات الطوال بين الكتب ؟ فأي جليس في الأنام خير من الكتب ؟
- ثامنا ، كيف تقرأ درس الرياضيات ؟ ربما لا تقرؤه ، وتحاول عمل تمرين ما ! بهذه الطريقة لن تفعل شيئا . فماذا أفعل ؟ من الأحسن أن تخصص بعد دفتر الدروس والتمارين ، دفترا خاصا بك ؛ تدون فيه خلاصات مركزة للدروس ، كيف ذلك ؟ تراجع درس الرياضيات قراءة وتمحيصا بتكرار ، تعيد الأجوبة بنفسك .. في نهاية المطاف تدون في دفترك هيكلا للدرس باقتضاب . ربما تدون فيه إضافات لم يشر إليها مدرسك . ومن الضروري أن تخصص وقتا بعينه للرياضيات وتتقيد به .
- تاسعا ، قرأت الدرس ، ولا أدري كيف أصنع ! لا بأس ، ابدأ بواجب المدرس أولا . فإن لم يكن ، ابدأ بالتمارين السهلة ، تمرينا تمرينا في كل فقرة من الدرس ، حاول تطبيق الخاصية المناسبة ، فإن تعثرت ، فتلك البدايــة . أعد المحاولة ، راجع طريقة المدرس ، أنظر الجواب في نهاية المطاف . قد تجد صعوبة في مفهوم سابق ، استعن بالكتب المناسبة في ذلك . فإن تمكنت من التمارين السهلة ، انتقل إلى الصعب والأصعب والمسائل الطوال .
- عاشرا ، كيف تفعل في الحصة ؟ تجلس وتكتب بدون حركة ولا سؤال ولا مشاركة ؟ بهذه الطريقة فأنت سلبي محض بل إنك رقم زائد في الحساب !
شارك في كل مناسبة تقدر عليها ، لا تخجل من الخطأ ، اسأل المدرس كل مرة ، فدوره مساعدتك دائما ، بادل أفكارك مع زملائك ، واطلب منهم المساعدة داخل القسم ، أو يخصصون لك وقتا بعينه للمساعدة ، فأنت قد تساعدهم في مادة أخرى . لا تنس أن تصاحب الأفضل منك لتستفيد منه .
- إحدى عشر ، لا حظ كيف يعمل المتفوقون في الرياضيات ، اقترب منهم ، استكشف عوالمهم بدون حسد ، فهم القدوة لك في الرياضيات . سترى في نهاية المطاف أنهم فقط يعرفون دروسهم جيدا ، ويطبقونها جيدا . هل تعتقد غير ذلك ؟ ربما تقول إنهم أذكياء ! قد يكون فيهم الأذكياء ، لكن في غياب تنظيمهم ومعرفتهم للخاصيات يكون ذكاؤهم غرورا !
- إثنى عشر ، كيف تكتب الحلول وأنت تعمل تمارين ؟ إن كنت تكتب في هوامش الأوراق ، أو بشكل متخبط هنا وهناك ، فأنت لا تعرف معنى الرياضيات ! من العوامل المساعدة في إيجاد الحل لتمرين ، الوضوح والتنظيم والكتابة بشكل مقروء واضح ، وإن كنت لست في امتحان ، فالمفترض ذلك . كلما كنت واضحا وخصصت أوراقا بعينها للبحث ، كلما لا مست طريق التقدم في الرياضيات .
- ثلاثة عشر ، مر الاختبار في الرياضيات ، حصلت على نقطة لا تعجبك . ليست النهاية ، أنت في البداية ، فقط شمر عن ساعدك لتكون نقطة الاختبار الموالي أحسن من الأولى . لكن كيف تنظم وقت الاختبار ؟ من التلاميذ من يستغرق وقته في تمرين واحد نصف المدة المخصصة للاختبار ! هذا غير معقول ، أنظر بنفسك جيدا إلى تنقيط التمارين واستكشف بسرعة المدة الزمنية دون تجاوزها ، كيف يعقل أن أبقى في سؤال تكفيه خمس دقائق وقتا أطول ، لأني لم أجد الحل ، فأصاب بالتخبط وفقدان التوزن النفسي !
- أربعة عشر ، كيف تصنع وقد أصابك الملل من العمل الدؤوب ؟ تلك إذن من علامات النجاح . فلا تتراجع إلى الوراء ولا تفشل أبدا . من المفيد أن تهيأ مكتبك وتزينه ، وتضع لك قبل أثناء الدراسة كأس قهوة أو مشروب ، ومن المفيد المداومة على المشي والرياضة ، أو قراءة القصص والكتب الثقافية الشيقة ، أو الجلوس مع خير الأصدقاء . لكن لا تنس أن الرياضيات تنتظرك ، فالخاصيات تزداد يوما بعد يوم .
إن أخذت بنصائحي هاته ، صرت بعد حين كما تريد ، بل ستكتشف أن المتعة في العمل والبحث ، وأن الطريق إلى التفوق لا بد له من التضحية الدائمة ، وستكتشف ما كانت تخفيه لك نفسك .
أنا لم أتكلم من فراغ ، فقد رأيت خلال سنين طوال كيف ارتقى كثير من التلاميذ في الرياضيات بعد أن كانوا في الحضيض ! فهل ترضى لنفسك أن تبقى في الحضيض ؟
كم هو مفرح أن تحصل على النقطة الأولى في الرياضيات ! وكم هو محبط أن تكون دائما من الخوالف ! لكن الذي يقلقك دائما أن تظل نقطتك معتدلة ومستقرة كل مرة ، وأنت عند نفسك تبلغ المجهود تلو الآخر ، فلا تدري كيف لا تتزايد نقطتك !
إن كنت من هؤلاء ، فاقرأ مقالتي هاته عسى أن تفك لك اللغز !
من الممتع للمدرس أن يلاحظ عن كثب كيف يعمل التلاميذ وكيف يفكرون ، بل أن يكتشف عوالمهم الغامضة من خلال الرياضيات ! ليس ذلك بالسهل ؛ فالتلميذ المتعثر دائما قد يدل للمدرس على كسله الدائم ، لكن الأمر ليس كذلك على العموم ، فجوابه عن سؤال أو عدة أسئلة قليلة قد أخذ منه الجهد الكبير والعناء الكثير ؛ كيف لا وهو أمام عالم مجهول !
والتلميذ المجد دائما ، لكن الذي يعيد ارتكاب نفس الأخطاء قد يدل لك على التهور وعدم الانتباه ! لكن ليس كذلك ؛ فالخطأ في الرياضيات حلقة مرتبطة بحلقات كثيرة ، إن أردت تصحيحها فأنت أمام نظمة معقدة ، عليك حلها بشكل دقيق ومتقن ، ولابد لك من الخبرة في التناول ولابد لك من عاملي الوقت والتضحية.
إن الملاحظ كن كثب لعمل التلاميذ في الرياضيات ، ليستنتج هذه الملاحظات المهمة :
1) الاعتقاد السائد أن الرياضيات مادة صعبة ومعقدة ، مما يؤدي إلى نوع من العقدة لدى التلاميذ ، ولاغرابة أن التوجه الكمي لتعليمنا من العوامل الأساسية لذلك …
2) الاعتقاد بأن الرياضيات تلقن كباقي المواد ، وتدرك فقط بالحضور في الحصص ونقلها كتابة على الدفاتر.. وهذا خطر عام تلاحظه بسهولة ؛ فالتلميذ لا يكلف نفسه لمعرفة الخاصيات وتطبيق المناسب منها . لا غرابة في ذلك أن التلاميذ – غالبا – لايمارسون الرياضيات في القسم بقدر ما يدونونها في الدفاتر ، فيكون نتاجا لذلك تراكم الصعوبات …
3) عدم قدرة غالبية التلاميذ على معرفة الأساسي في كل درس وهيكلية الدرس . وهذا ناتج عن الخلل في طرق مراجعة الدروس وتطبيقها عبر التمارين ، وقد يكون أيضا خللا لدى المدرس لخلطه بين الخاصيات الرئيسية والنتائج مما يمدد الدرس بشكل يصعب على التلميذ التمكن من تطبيق الدرس .
4) عدم قدرة غالبية التلاميذ على تنظيم الحل الرياضي على الورقة وتخبطهم الملحوظ في كتابة وتنظيم الأجوبة ، وهذا ناتج عن قلة الممارسة وعدم اهتمام المدرس بالصياغة الرياضياتية الجيدة واحترام قواعد المنطق والبرهنة .
5) الخلل الواضح في القدرة على التنظيم وفقدان آليات البحث والاستمرار والمداومة في العمل في الرياضيات ؛ فالأغلبية لا يستطيعون الجلوس مدة زمنية كافية لتعلم الرياضيات ، فالملاحظ تدبدبهم الدائم وعدم الاستقرار ، ويكون من النتائج الوخيمة تراكم المعارف والصعوبات المتزايدة .
6) الخلل الواضح في ربط العمل في الرياضيات بالحصول على النقطة بشكل معين ؛ فالحصول على نقطة مقبولة عندك بطرق معينة لا يعني أنك تعرف الرياضيات ؛ وهذه من المخاطر على مستقبل الرياضيات والتلاميذ ، لوجود الخلل في المعايير ، وهذا ينطلي على باقي المواد الدراسية .
ها أنت قد قد عرفت شيئا عن مكامن الخلل ، فهل من مخرج من هذا النفق ؟؟
- أولا ، هل تعلم أن المستقبل ينتظرك ، وأنك أنت الذي تصنعه بنفسك ، فكيف يكون حالك إن كانت الصناعة فاسدة ! هل يعقل أن توهب سنين الشباب كاملة وتخفق في عمل شيء يذكر ! لتعلم أن نفسك ليست الوحيدة التي تنتظرك ، بل مجتمع بأكمله ؛ فأنت لبنة منه .
- ثانيا ، قبل أن تقرأ باقي المقالة عليك أن تؤمن إيمانا راسخا أنك واحد من الخلق ، تتوفر على عقل وقلب كافيين على فعل الممكن والمستحيل ، فأنت بذلك إن كنت تعاني في الرياضيات فاعلم أن كثير من الخلق يعانون ولا يستقر لهم حال ، لكن هل فكرت يوما كيف ارتقى البعض نجوما في الرياضيات وفي غيرها ؟ كيف لا تسمح لنفسك أن تكون مثلهم ؟ هل تعرف كيف يفكرون ؟ كيف يعملون ؟ كيف ينظمون أوقاتهم ؟ كن فضوليا حيث الفضول وسترى كيف تصنع !
- ثالثا ، اعلم أنك قوي وأزل مكامن الضعف عن نفسك ، وكن متيقنا بإرادتك وقوتك ، وانطلق كالآخرين ، وإلا فمصيرك الشقاء ؛ فالرياضيات زائلة يوما من حياتك – لكنها تصنع لك الحياة – وستبقى ضعيفا جامدا في الحياة !
- رابعا ، قد تتفوق في الحياة ، بدون التفوق الدراسي ، قد يحدث ، لكنه صعب للغاية ؛ فأنت قد وهبت نفسك للدراسة ، ولم يتسن لك أن تتعلم شيئا خارج حجرات الدراسة ، فهل تقدر أن تجابه الحياة كالآباء في معاناتهم اليومية ؟ ربما ، إن لم تكن عالة عليهم كما حالك الآن ؛ تأكل من أيديهم ، فكيف تكون ضعيفا في الدراسة !؟ أمر غير مقبول !
- خامسا ، إن لم يكن لديك مكتب للدراسة ولا مكان لذلك ، فأسرع بحل المشكل . أما إن كان كذلك ، فأسرع بتنظيفه من غبار الكسل والخمول ، ونظم أوراقك وغرفتك قبل البدايــة ؛ فبترتيبك لنفسك أمام الآخرين ، رتب نفسك لنفسك ، فالمستقبل ينتظرك وهو مليء بالمفاجئات ، ولا ينفع معه إلا الجد والتنظيم .
- سادسا ، إن كنت في زوبعة في الحياة ، ولا تعرف غير المرح والراحة والسمر مع من هب ودب ، فلن تتعلم الرياضيات ، فأنت في واد سحيق ، والرياضيات على سطح الحياة تزهو في حياة الناس بجمالها وتنظيمها ودقتها ، فهل تترك الزوبعة للجمال والتنظيم شيئا ؟ سارع إذن بقطع الصلة بكل التشويشات الممكنة من صديق زائف خامل أو هاتف رنان مستهلك للوقت أو وسيلة تجعلك جسدا يرتمي على الكراسي والأفرشة .
- سابعا ، إن كنت تعتقد أن الرياضيات تدرك فقط بالحضور إلى حصصها ، وتدوين الخاصيات وتأطيرها ، فأنت مخطيء . ما عليك إلا أن تعيد النظر في طريقتك . الوقت حان للعمل والتضحية . فكم تجلس من الوقت لدراسة الرياضيات ؟ نصف ساعة ! غير كافية على الاطلاق . ساعة ؟ لا أعتقد أنها كافية . أنت يافع في مقتبل العمر ولا تستطيع أن تجلس الساعات الطوال بين الكتب ؟ فأي جليس في الأنام خير من الكتب ؟
- ثامنا ، كيف تقرأ درس الرياضيات ؟ ربما لا تقرؤه ، وتحاول عمل تمرين ما ! بهذه الطريقة لن تفعل شيئا . فماذا أفعل ؟ من الأحسن أن تخصص بعد دفتر الدروس والتمارين ، دفترا خاصا بك ؛ تدون فيه خلاصات مركزة للدروس ، كيف ذلك ؟ تراجع درس الرياضيات قراءة وتمحيصا بتكرار ، تعيد الأجوبة بنفسك .. في نهاية المطاف تدون في دفترك هيكلا للدرس باقتضاب . ربما تدون فيه إضافات لم يشر إليها مدرسك . ومن الضروري أن تخصص وقتا بعينه للرياضيات وتتقيد به .
- تاسعا ، قرأت الدرس ، ولا أدري كيف أصنع ! لا بأس ، ابدأ بواجب المدرس أولا . فإن لم يكن ، ابدأ بالتمارين السهلة ، تمرينا تمرينا في كل فقرة من الدرس ، حاول تطبيق الخاصية المناسبة ، فإن تعثرت ، فتلك البدايــة . أعد المحاولة ، راجع طريقة المدرس ، أنظر الجواب في نهاية المطاف . قد تجد صعوبة في مفهوم سابق ، استعن بالكتب المناسبة في ذلك . فإن تمكنت من التمارين السهلة ، انتقل إلى الصعب والأصعب والمسائل الطوال .
- عاشرا ، كيف تفعل في الحصة ؟ تجلس وتكتب بدون حركة ولا سؤال ولا مشاركة ؟ بهذه الطريقة فأنت سلبي محض بل إنك رقم زائد في الحساب !
شارك في كل مناسبة تقدر عليها ، لا تخجل من الخطأ ، اسأل المدرس كل مرة ، فدوره مساعدتك دائما ، بادل أفكارك مع زملائك ، واطلب منهم المساعدة داخل القسم ، أو يخصصون لك وقتا بعينه للمساعدة ، فأنت قد تساعدهم في مادة أخرى . لا تنس أن تصاحب الأفضل منك لتستفيد منه .
- إحدى عشر ، لا حظ كيف يعمل المتفوقون في الرياضيات ، اقترب منهم ، استكشف عوالمهم بدون حسد ، فهم القدوة لك في الرياضيات . سترى في نهاية المطاف أنهم فقط يعرفون دروسهم جيدا ، ويطبقونها جيدا . هل تعتقد غير ذلك ؟ ربما تقول إنهم أذكياء ! قد يكون فيهم الأذكياء ، لكن في غياب تنظيمهم ومعرفتهم للخاصيات يكون ذكاؤهم غرورا !
- إثنى عشر ، كيف تكتب الحلول وأنت تعمل تمارين ؟ إن كنت تكتب في هوامش الأوراق ، أو بشكل متخبط هنا وهناك ، فأنت لا تعرف معنى الرياضيات ! من العوامل المساعدة في إيجاد الحل لتمرين ، الوضوح والتنظيم والكتابة بشكل مقروء واضح ، وإن كنت لست في امتحان ، فالمفترض ذلك . كلما كنت واضحا وخصصت أوراقا بعينها للبحث ، كلما لا مست طريق التقدم في الرياضيات .
- ثلاثة عشر ، مر الاختبار في الرياضيات ، حصلت على نقطة لا تعجبك . ليست النهاية ، أنت في البداية ، فقط شمر عن ساعدك لتكون نقطة الاختبار الموالي أحسن من الأولى . لكن كيف تنظم وقت الاختبار ؟ من التلاميذ من يستغرق وقته في تمرين واحد نصف المدة المخصصة للاختبار ! هذا غير معقول ، أنظر بنفسك جيدا إلى تنقيط التمارين واستكشف بسرعة المدة الزمنية دون تجاوزها ، كيف يعقل أن أبقى في سؤال تكفيه خمس دقائق وقتا أطول ، لأني لم أجد الحل ، فأصاب بالتخبط وفقدان التوزن النفسي !
- أربعة عشر ، كيف تصنع وقد أصابك الملل من العمل الدؤوب ؟ تلك إذن من علامات النجاح . فلا تتراجع إلى الوراء ولا تفشل أبدا . من المفيد أن تهيأ مكتبك وتزينه ، وتضع لك قبل أثناء الدراسة كأس قهوة أو مشروب ، ومن المفيد المداومة على المشي والرياضة ، أو قراءة القصص والكتب الثقافية الشيقة ، أو الجلوس مع خير الأصدقاء . لكن لا تنس أن الرياضيات تنتظرك ، فالخاصيات تزداد يوما بعد يوم .
إن أخذت بنصائحي هاته ، صرت بعد حين كما تريد ، بل ستكتشف أن المتعة في العمل والبحث ، وأن الطريق إلى التفوق لا بد له من التضحية الدائمة ، وستكتشف ما كانت تخفيه لك نفسك .
أنا لم أتكلم من فراغ ، فقد رأيت خلال سنين طوال كيف ارتقى كثير من التلاميذ في الرياضيات بعد أن كانوا في الحضيض ! فهل ترضى لنفسك أن تبقى في الحضيض ؟
تعليقات
إرسال تعليق